بوابة كفايات التربية والتكوين
  بحوث و دراسات
 

الوساطة البيداغوجية

بقلم=المنجي فرحات

متفقد المدارس الابتدائية

انطلاقا من قناعة مفادها أن الإصلاح الحقيقي و الفعال للنظام التربوي هو الإصلاح الذي يتعلق بتغيير الممارسة البيداغوجية بالفصول و بالمؤسسات التربوية. فإن  ( Noiseux G.1997)21 يقترح نموذجا للتدريس بالوساطة  L'enseignement par médiation      والوساطة هي نوع من العلاقة بين متدخل حامل لثقافة      و معارف        و متعلم يتميز بمكتسبات سابقة يبحث على إيجاد علاقة يروم ربطها مع هذه الثقافة و هذه المعارف. و من خلال تفاعل المتدخل ضمن سيرورة تفاعلية و تفاوضية حول المعنى تنسج شبكة يتم بفضلها إيجاد فهم مشترك للعالم.

و لا تسمح شبكة تبادل الأفكار و الحوارات و الاتفاقات للمتعلم باكتساب الأدوات الفكرية والمفاهيمية لثقافته فقط بل بتملك المعارف بفضل دور الوسيط.

ولنسج مثل هذه الشبكة فإن فضاء وزمن العلاقة بين الوسيط و المتعلم تفترض خمس شروط :

-  انتباه مشترك لنفس موضوع التعلم.

-  التزام مشترك بالتفاوض حول معنى هذا الموضوع .

-  خطاب مشترك للتحسيس بالأدوات الفكرية و المفاهيمية.

-  تقاسم للتصورات التي تتطور إلى حد بروز تصور مشترك يمثل فهمهم المشترك للعالم.

والتعليم بالوساطة عند (Noiseux G.) يعرف بوضع المتدخل المدرسي مجموعة من الشروط الخارجية تمكّن من خلال التفاعل مع المتعلم أن تيسر لديه خلق الشروط الداخلية أي الوجدانية والمعرفية و النفسية الحركية         و الاجتماعية التي تساعد على التعلم   و بناء المعارف و معارف العمل و معارف الوجود الضرورية لنموه و خاصة لتأكيد شخصيته و هي

معارف يمكن إعادة استعمالها بكل فاعلية عن طريق التحويل إلى وضعيات أخرى في المحيط وهو ما يمكن من بناء كفايات و إعطاء دلالة للعمل المدرسي.

 

 دور الكهل في عملية الوساطة حسب فيقوستكي

في حين يؤكد النموذج البياجستي على البناء الفردي والداخلي للمعارف بفضل تفاعل مع الأشياء و المحيط عامة و يؤكد نموذج المدرسة النفسية الإجتماعية على دور مجموعة الأتراب في إثارة صراعات معرفية اجتماعية تتيح عملية التعلم فإن نموذج فيقوستكي يبرز دور الكهل في النمو والتعلم.

و في هذا الإطار يعتبر فيقوستكي أن سيرورات النمو الداخلي للفرد لا يمكن أن تحدث إلا في إطار التواصل مع الكهل أو الأتراب أو معا بتوظيف " منطقة النمو القريبة ".

و يحلل فيقوستكي هذا المفهوم قائلا : " لقد بيّنت التجارب المخبرية أن الطفل قادر على محاكاة العديد من الأعمال التي تتعدى قدراته الذهنية و المعرفية الحقيقية. وهو قادر على ذلك لأنه يقوم بهذه المحاكاة داخل مجموعة من الأتراب و بإعانة كهل مؤهل لذلك هو المعلم. إن الفارق بين قدرات التلميذ الذهنية داخل الفصل (وهي قدرات لا تخرج من القوة إلى الفعل إلا بمساعدة  

كل من الأتراب والمعلم) و بين قدراته البحتة   ( خارج الفصل ) هو الذي يحدد منطقة النمو القربية "

و يميز فيقوستكي بين التعلم (المرحلة الأولى عندما يتدخل الكهل) والنمو (المرحلة الثانية عندما تبدأ سيرورة داخلية فردية في الاشتغال ). فهو يؤكد على أن التعلم لحظة بناءة للنمو الذهني للطفل. وذلك من خلال مطالبة المتعلم بالقيام بمجهودات أرقى من قدراته الذهنية فكل تعليم : "يوجه نحو المرحلة التي يوجد بها الطفل فعلا، هو تعليم غير ذي جدوى".إن التعليم المجدي والنافع للمتعلمين هو ذاك الذي يسبق نموهم الذهني. أي ذلك التعليم الذي يطالبهم بالقيام بأعمال داخل منطقة النمو القريبة".

وقد انطلق باحث روسي 20Galperin من فرضيات فيقوستكي واستخلص بأن المتعلم يتميز بأربع محكات :

1 – مستوى السلوك الذي يمكن أن يكون من طبيعة مادية أو لفظية أو ذهنية : فلإنماء سلوكات ذهنية بصورة مناسبة يتعين ضرورة المرور بسلوكات مادية (ممارسة الأشياء) ولفظية (تعبير أو تصور)

2 – مستوى كلية السلوك :  فالسلوك في كليته يتميز بثلاث خاصيات : التوجيه     ( الهدف -  الوظيفة ) والإنجاز والمراقبة خلال تعلم يتطور السلوك عامة من الشكل الكلي إلى الشكل المبسط.

3 – درجة تعميم السلوك :  فكل سلوك ذهني مكتسب يجد تطبيقات واسعة. تطبيق على الأشياء أو سياقات مميزة ويمكن أن يطبق على أشياء أو وضعيات أكثر تعميما أو أكثر تجديدا.

4 – درجة تملك السلوك : في البداية يكون السلوك بطيئا مترددا وواعيا ثم يصبح أكثر سرعة ووثوقا وآلية وهو ما يؤكد فرضية فيقوستكي بأهمية دور الكهل والأتراب في مساعدة المتعلم على بناء ملكاته الذهنية و تطويرها في إطار العمل المدرسي وفي إطار سياق أصبح أكثر فأكثر مليئا بالمعلومات الجديدة والمثيرات تفرض وجوب تسلح المتعلم بمنهجية و استراتيجيات عمل

المراجع و المصادر =

1.   باللغة العربية
م.فرحات .2004.مساهمة مشروع القسم في ارساء

 ثقافة المؤسسة

بحث تخرج لنيل الأستاذية في علوم التربية باردو-غير منشور-

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

*

 

 

 

التقييم التكويني التكوني

 

 

 

 


 

 

مفهوم التقويم و التّقييم : 

 

        لغة = التقويم مصدر مشتق من الفعل قوّم الجذر(ق/و/م) و يعني

**قوّم المعوجّ = عدّله وأزال عوجه / السّلعة = سعّرها و ثمّنها .        ( المعجم الوسيط ص 768 )

التقييم مصدر مشتق من الفعل قيم الجذر(ق/ي/م) و يعني

**قيّم  الشيء تقييما = قدّر قيمته . (المعجم الوسيط ص 771 )

         اصطلاحا= التقييم عملية ملازمة لمسار التعليم و التعلم و تعني جمع معلومات دقيقو و مراقبة التوافق بين تلك المعلومات و مجموعة من المعايير الملائمة للكفايات المرصودة و ذلك قصد اتخاذ قرار مؤسس

و للتقييم   ثلاثة وظائف أساسية وهي وظيفة التوجيه (في كل تعلم جديد) و وظيفة التعديل(خلال مسار التعلم) و وظيفة الإشهاد(في نهاية الدرجة/وعموا في نهاية مسار التعلم

و في ما يلي جدولا محوصلا لمختلف أبعاد التقييم النظرية و العملية

 

 

 

التقييم الإشهادي

التقييم التكويني

التقييم التّكوّني

المرجعيّة

النّظريّة

·       السّلوكات

(مدخلات و مخرجات )

       مرجعيّة سلوكيّة .

البنائية .

   - الصّراعات العرفانيّة .

   - البنائيّة  الجديدة

 العرفانبة           و الميتاعرقانية .

وظائف التّقييم

- الحكم على مدى تملّك المتعلّم لمجموعة من المعارف والمهارات

والإقتدارات المساعدة على مواصلة

التّعلّم اللّاحق          اختبار نهاية درجة

أو مرحلة تعليميّة .

 - تعديل المضامين   و المحتويات .

 - مراجعة التّمشّيات و الإستراتيجيّات

  المعتمدة          تقييم في نهاية الوحدة

  أو في نهاية محور .

   - مساهمة المتعلّم في بناء المعرفة

    بالتّعديل والإثراء

استراتيجيّات

التدريس

وضـع الـمتعلّم فـي إطـار مشـكل يكــون طـرفا فــيه.

 

 

 

- فرديّ

  - فرديّ

   - مجموعاتيّ

   - جماعيّ

 

  - فرديّ

دور المعلّم

- يثمّن

يقيّم / يشخّص / يعدّل / يدعم /

يعالج  . . .

يتقمّص دور الوسيط .

دور المتعلّم

- يوظّف مكتسباته .

 -  ينجز  /  يحلّ . . .

يقيّم ذاته من خلال شبكات تعدّ للغرض

أوجه الاستثمار

 

-         التّصريح بنتائج المتعلّمين من خلال التّقييم .

( المعلّم   /  مجلس القسم)

 

 

التّشخيص الشّامل المشفوع بالتّعديل والعلاج عند الاقتضاء .           ( معلّم الفصل بدرجة أولى /المجلس البيداغوجي)

 

يتبيّن نقائصه و يعمل على تداركها .

   ( المتعلّم)       

 



 

 

 

 

 

.

 
   
 
Ce site web a été créé gratuitement avec Ma-page.fr. Tu veux aussi ton propre site web ?
S'inscrire gratuitement